لعل العديد منا يتسأل لماذا يبدو العالم مشوشا بما يحدث في السودان فلا يبدو انه يفهم من الذي يجري ولماذا يساوي بين الطرفين في الصراع. حتى هذا ينطبق على جيران السودان الاقربين فلا يكادون يفهمون ما الفرق بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع الذي ومنذ تأسيسه قام بعقلية المليشيا والقبيلة الواحدة. هنالك العديد من الاسباب والعوامل منها ما هو ظاهر كآلة المليشيا الاعلامية وما بذلته قوى سياسية تطمع في السلطة لتلميع صورة الدعم السريع. لكن أحد اهم الاسباب التي أثرت في الصورة الذهنية للفرد العادي البسيط من دول الجوار هي الشبه الكبير في مظهر القوات في ارض المعركة فالافراد المقاتلين يبثون وبكثافة فديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الاحداث على الارض لابراز التفوق سواءا كان تفوقا حقيقيا او غير حقيقي.
الصورة النمطية للجيوش في عقول العوام أنها منضبطة ومنظمة٬ جنودها ملتزمون بزي واحد موحد٫ يحملون عدة وعتاد متشابه وحتى اجسادهم واحجامهم تكاد تكون واحدة بسبب الحمية الغذائية والتدريب المنضبط. هذا لا ينطبق ابدا على افراد الجيش السوداني الذي يشبه المليشيا حتى أكثر من شبه المليشيا لنفسها. فافراد القوات المسلحة السودانية خاصة في ارض المعركة غير ملتزمين بتلك الصورة النمطية للجيوش النظامية. فما هي الأسباب التي تجعلهم يقاتلون بالصندل بدلا من البوت؟ لماذا لا يتردون الخوذ الواقية؟ لماذا يتفاوتون في الاحجام فمنهم من هو هزيل ومنهم المتوسط والممتلئ؟ أين الإنظباط؟!! وفي أي بند كانت تصرف 80٪ من ميزانية الدولة التي كانت تذهب للدفاع والأمن القومي؟